مشروعات التنقيب عن الغاز والهيدروجين الأخضر في مصر تشهد تطورات مهمة

شهدت مشروعات التنقيب عن الغاز والهيدروجين الأخضر في مصر تطورات مهمة، اليوم الخميس 25 أغسطس/آب، بتوقيع عدد من المذكرات وإصدار قرارات جديدة.

يأتي ذلك بالتزامن مع خطط الحكومة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، ومساعيها للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، وإنتاج الغاز الطبيعي؛ لتأمين الطلب المتنامي على الوقود النظيف محليًا وعالميًا.

التنقيب عن الغاز في مصر

وافق مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماعه في مقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، بشكل مبدئي، على إسناد منطقة “شمال شرق العريش البحرية” إلى كل من الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” وشركة “إيني” الإيطالية؛ من أجل التنقيب عن الغاز والنفط واستغلالهما في المنطقة.

ويُقام المشروع في إطار التوجه نحو تعجيل العمليات الاستكشافية في منطقة “شمال شرق العريش البحرية”، وفي ضوء توجه الدولة المصرية نحو زيادة الكميات المُنتجة من الغاز الطبيعي خلال المدة المقبلة، والحفاظ على ثبات منحنى الإنتاج؛ ما يسهم بشكل كبير في المحافظة على مكانة مصر بصفتها مركزًا إقليميًا لتداول الغاز الطبيعي في حوض البحر المتوسط، والاستمرارية في تصدير الغاز لتعظيم العائد الاقتصادي.

تأتي الموافقة المبدئية على المشروع؛ تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية والتنفيذية اللازمة لبدء العمليات، المتوقفة على صدور القانون الخاص بمنح الالتزام.

الهيدروجين الأخضر في مصر

من جهة أخرى، شهد رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، اليوم الخميس، توقيع 7 مذكرات تفاهم لتنفيذ مشروعات إنشاء مجمعات صناعية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الصناعية في العين السخنة.

وُقِّعَت الاتفاقيات بين عدد من الجهات الحكومية، متمثلة في هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والشركة المصرية لنقل وتوزيع الكهرباء، وصندوق مصر السيادي من جانب، و7 شركات وتحالفات عالمية رائدة في إنتاج الطاقة المتجددة من جانب آخر.

حضر التوقيع كل من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية هالة السعيد، ووكيل وزارة الاستثمار بالمملكة العربية السعودية فيصل اليمني، وقنصل عام السعودية بالإسكندرية مزيد محمد الهويشان، وعدد من المسؤولين السعوديين، ومسؤولي الوزارات والجهات المعنية في مصر، وعدد من ممثلي ومسؤولي الشركات والتحالفات التي وقّعت مذكرات التفاهم.

وضمّت الشركات والتحالفات كلًا من شركة “غلوبال إك” البريطانية، وشركة الفنار السعودية، وشركة “الكازار للطاقة” الإماراتية، وشركة كيه آند الإماراتية، وشركة إم إي بي الأميركية/المصرية للطاقة، ومجموعة إيه إس إم إي الهندية المتخصصة في مجال الهيدروجين الأخضر، وشركة “أكتس” البريطانية.

ممر الطاقة النظيفة

أشار مدبولي إلى أن الدولة المصرية لديها إستراتيجية قومية لتعظيم الاستفادة مما تمتلكه من إمكانات لتوليد الطاقة النظيفة، وهناك توجيه بتعزيز الجهود بمشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب، في ضوء الاهتمام العالمي المتنامي، بما يعزز الجهود التي تبذلها مصر لتصبح ممرًا لعبور الطاقة النظيفة، موجهًا بضرورة تعظيم المكونات المحلية لمنظومة إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.

من جانبه، أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن إستراتيجية الدولة تستهدف زيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية خاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.

إمكانيات قناة السويس

من جهته، أشار رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليد جمال الدين، إلى أن توقيع الهيئة عددًا من مذكرات التفاهم مع كيانات دولية متعددة، يستهدف إقامة العديد من المنشآت الخاصة بإنتاج الوقود الأخضر لأغراض التصدير للخارج وخدمات تموين السفن، ولا سيما أن التكامل بين المناطق الصناعية والمواني التابعة أعطى المنطقة الاقتصادية ميزة تنافسية جعلتها واحدة من أهم الوجهات العالمية ومركزًا إقليميًا لصناعات الوقود الأخضر.

وأوضح أن الموقع الجغرافي المميز للمنطقة الاقتصادية، والبنية التحتية وشبكة المرافق التي تتمتع بها منطقتا السخنة وشرق بورسعيد الصناعية، تدعم إنجاز مشروعات الهيدروجين الأخضر العملاقة؛ بجانب إمدادات الطاقة من خارج المنطقة بالتنسيق والتعاون مع وزارة الكهرباء.

وأضاف رئيس المنطقة الاقتصادية أن توقيع مذكرات التفاهم من شأنه تسريع وتيرة العمل لدى الشركاء والانتهاء من تنفيذ دراسات الجدوى للمشروعات واللحاق بقمة المناخ كوب 27 لتوقيع العقود الفعلية لبدء مراحل الإنتاج، ثم التوسع في الطاقة الإنتاجية.

ولفت إلى أن مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ستُقام في المنطقة الصناعية بالسخنة والاستفادة من قربها للميناء وأعمال التطوير الجارية بها، أما مشروع إنتاج الوقود الأخضر من المخلفات الأول من نوعه في مصر فسيُقام في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد.

تفاصيل مذكرات التفاهم

وفقًا لمذكرة التفاهم الأولى، ستُنشِئ شركة “غلوبال إك” البريطانية مصنعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 10 ملايين متر مربع، بحجم إنتاج يصل إلى 2 مليون طن سنويًا، لتبلغ إنتاجية المشروع في مرحلته التجريبية 55 ألف طن من الوقود الأخضر، ومن المتوقع أن يصل إنتاج المشروع إلى 1.9 مليون طن في المرحلة الأولى، على أن يبدأ الإنتاج الفعلي خلال عام 2026.

وتُعَد شركة “غلوبال إك”، إحدى الشركات البريطانية العالمية التي تعمل في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية التحتية، وخاصة مشروعات الطاقة في القارة الأفريقية.

وبموجب مذكرة التفاهم الثانية، ستُقِيم شركة “الفنار” السعودية مصنعًا لإنتاج الوقود الأخضر يقع على مساحة 4 ملايين متر مربع، بطاقة إنتاجية إجمالية 500 ألف طن سنويًا، تبدأ المرحلة التجريبية بإنتاج 250 ألف طن من الوقود الأخضر، يليها تنفيذ المرحلة الأولى بإنتاج 250 ألف طن سنويًا.

وتعد شركة “الفنار” إحدى الشركات الرائدة في مشروعات توليد الطاقة التقليدية والمتجددة لمحطات الطاقة الكهربائية.

أما مذكرة التفاهم الثالثة؛ فبموجبها ستعمل شركة “الكازار” الإماراتية على إنشاء مجمع صناعي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمنطقة السخنة على مساحة 37 ألف متر مربع، بحجم إنتاج إجمالي يبلغ 230 ألف طن سنويًا؛ إذ سيجري إنتاج 55 ألف طن منها في المرحلة التجريبية، ليصل الإنتاج سنويًا من الهيدروجين الأخضر إلى 175 ألف طن سنويًا، بدءًا من المرحلة الأولى في التشغيل الفعلي.

بينما تتضمن مذكرة التفاهم الرابعة، إقامة شركة كيه آند كيه الإماراتية مصنعًا لإنتاج 230 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بمنطقة السخنة.

ووفقًا لمذكرة التفاهم الخامسة، ستضُخ شركة إم إي بي استثمارات كبيرة لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء على مساحة 100 ألف متر مربع بالمنطقة الصناعية في السخنة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

مصنع لإنتاج الوقود الأخضر

ستُنْشِئ مجموعة إيه سي إم إي الهندية -بموجب مذكرة التفاهم السادسة- مصنعًا لإنتاج الوقود الأخضر على مساحة 4.5 مليون متر مربع في السخنة، بحجم إنتاج إجمالي للمشروع يصل إلى 2.2 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.

ومن المقرر أن تبلغ إنتاجية المرحلة التجريبية 100 ألف طن سنويًا، لتصل الطاقة الإنتاجية في المرحلة الأولى الفعلية للمشروع إلى 2.1 مليون طن سنويًا.

ومن المقرر، وفقًا لمذكرة التفاهم السابعة، أن تُنْشِئ شركة “أكتس” البريطانية مجمعًا صناعيًا لإنتاج الوقود الأخضر من الهيدروجين والأمونيا الخضراء، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن سنويًا؛ إذ سيجري إنتاج 50 ألف طن من الوقود الأخضر في المرحلة التجريبية، و150 ألف طن في المرحلة الأولى من المشروع.

يقع المشروع على مساحة 2 مليون متر مربع، بالمنطقة الصناعية في السخنة، وتعد شركة أكتس البريطانية إحدى الأذرع الاستثمارية للحكومة البريطانية العاملة في مجال الطاقة والبنية التحتية.

المصدر: وكالة الطاقة

تعليقات
تحميل...
قد يعجبك أيضاً
اشترك في النشرة الأسبوعية
أخبار الاقتصاد والمال والأعمال مباشرة على بريدك الإلكتروني الخاص

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

اقترح تصحيحاً

للمقال:

مشروعات التنقيب عن الغاز والهيدروجين الأخضر في مصر تشهد تطورات مهمة

شكراً لاهتمامك.. سيتم أخد التصحيح بعين الإعتبار

فشل أثناء محاولة الإرسال.. الرجاء إعادة الإرسال

أفريكونا will use the information you provide on this form to be in touch with you and to provide updates and marketing.
Send this to a friend